الأدوية الحديثة في علاج الإكتئاب
الملخص
شهدت علاجات الاكتئاب تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة، مع بروز مجموعة من الأدوية الجديدة التي تستهدف آليات بيولوجية مختلفة عن مضادات الاكتئاب التقليدية. من أبرز هذه العلاجات الكيتامين ومشتقاته مثل (2R,6R)-هيدروكسينوركيتامين، والتي تؤثر على نظام الجلوتامات وتُظهر فعالية سريعة، خاصة في الحالات المقاومة للعلاج. كما تُستخدم مركبات مثل بريكسانولون وزورانولون، التي تعمل على تعديل نشاط مستقبلات GABA، بشكل خاص في اكتئاب ما بعد الولادة. ويُظهر المزيج الدوائي ديكستروميثورفان-بوبروبيون تأثيرًا واعدًا عبر تنظيم مستقبلات NMDA والنواقل العصبية الأخرى. أما بوبرينورفين، فيُعد ناهضًا جزئيًا لمستقبلات µ-الأفيونية ومضادًا لمستقبلات κ، ما يمنحه خصائص مضادة للاكتئاب من خلال تحفيز نظام المكافأة وكبح استجابات التوتر السلبية. وتبرز أهمية سيلتوريكسانت كمضاد انتقائي لمستقبل الأوريكسين OX2R، إذ يثبط النشاط العصبي المرتبط باليقظة المفرطة، مما يُحسّن جودة النوم ويُخفف من أعراض الاكتئاب المرتبطة بفرط الإثارة العصبية. وتشمل العلاجات الناشئة أيضًا جيبيرون، بالإضافة إلى أدوية تُجرى عليها دراسات سريرية مثل برامبيكسول، أوسافامباتور، وأونفاسبروديل التي تستهدف أنظمة الجلوتامات والدوبامين. ومن جهة أخرى، تُعاد دراسة مركبات مثل سيلوسيبين، ذات التأثير المهلوس، كمضادات اكتئاب محتملة ضمن إطار علاجي منضبط. كما بدأت تبرز أهمية الالتهاب كمساهم في اضطرابات المزاج، مما يفتح المجال أمام استخدام مضادات الالتهاب كخيار داعم. تعكس هذه التطورات نقلة نوعية في فهمنا لبيولوجيا الاكتئاب وتفتح آفاقًا لعلاجات أسرع وأكثر فعالية، خاصة للحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.