الدّواء الفمويّ الأوّل المرخّص لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة

الملخص

يظهر اكتئاب ما بعد الولادة على شكل نوبة اكتئاب كبرى تحدث أثناء الحمل أو خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. تؤثر أعراض هذا الاكتئاب بشكل كبير على الترابط بين الأم والطفل، والرضاعة الطبيعية، وكذلك قدرة الأم على التعامل مع طفلها. وتشمل الفيزيولوجيا المرضية اختلال تنظيم مستويات الستيروئيدات العصبية النشطة، وخاصة ألوبريغنانولون، وتَعطّل إشارات حمض غاما أمينوبوتيريك (الغابا) بعد الولادة. تفتقر العلاجات الدوائية الحالية لاكتئاب ما بعد الولادة، وخاصة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، إلى الاستجابة السريعة والنوعية لأعراض هذا الاكتئاب. يحاكي بريكسانولون، أول علاج لاكتئاب ما بعد الولادة معتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ألوبريغنانولون وأظهر فعالية في تقليل أعراض الاكتئاب، ولكن مع محدودية في طريقة الإعطاء (وريدي) وخطورة الآثار الجانبية المحتملة. وقد تحوّلت الأنظار مؤخراً إلى دواء زورانولون، وهو دواء ستيروئيدي صنعي يتميز بأنه يمكن تناوله عن طريق الفم، ولمرة واحدة يومياً. وقد أثبتت الدراسات ما قبل السريرية فاعليته في تعديل مستقبلات الغابا من النمط A، مما يجعل منه علاجاً جديداً واعداً لاكتئاب ما بعد الولادة. وقد أظهرت التجارب السريرية على زورانولون أمانه وتحمله الجيد من قبل المرضى وفعاليته في تحسين أعراض الاكتئاب والقلق والأرق وتعزيز الصحة بين النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة. ومن الجدير بالذكر أن الفوائد الشاملة للزورانولون والتي تتجاوز استهداف الاكتئاب فقط، تَعِد بتقدم كبير في مجال علاج اكتئاب ما بعد الولادة. ويعد البحث والتطوير المستمر أمراً بالغ الأهمية لتوسيع خيارات العلاج وتعزيز صحة الأمهات اللاتي يعانين من هذا الاكتئاب.