أساسيات التصميم المقاوم للزلازل، استجابة مباني محافظة اللاذقية لزلزال 6 شباط 2023

الملخص

إن التصميم الإنشائي للأبنية الواقعة في مناطق زلزالية، معني بالدرجة الأولى بتأمين السلامة الإنشائية أثناء حدوث الزلازل الهامة، ولكنه أيضاً يعالج مسألة قابلية الاستثمار وزيادة أداء هذه الأبنية وخاصة التي لها أهمية خاصة، إضافة للحد قدر الإمكان من الخسائر الاقتصادية. وفي كل الأحوال، يجب ألا يحصل أي خسارة أو ضياع لقدرة تحمل المنشآت للحمولات الشاقولية (قوى الجاذبية) عندما تقاوم الزلازل.

عند دراسة المباني لمقاومة الحمولات الديناميكية من زلازل ورياح، تولد مسألة هندسية ثالثة تتمثل بفعل الاهتزازات، إضافة لمعالجة مسألتي القص والانعطاف، فإذا انزاح المبنى كثيراً يكون ذلك على حساب راحة الشاغل، إضافة لما ينجم عن انهيار العناصر غير الإنشائية من خسائر بشرية وأضرار مادية.

يرتبط الضرر الإنشائي الناجم عن الزلازل بعوامل مختلفة منها، تسارع حركة التربة، مدة أو فترة الحركة، المحتوى الترددي     (Frequency content)، ظروف وطبيعة تربة الموقع (تشكل ظاهرة الإسالة Liquefaction عند مرور الأمواج عبر الترب الحبيبية الناعمة والمغمورة – زيادة سعة الحركات الأرضية في طبقات الغضار الناعم بمقدار أكبر من حالة الترب الحبيبية) ودورها الطبيعي، المسافة بين بؤرة الزلزال والمنشأة، التشكلات الجيولوجية وتداخلاتها، والدور الطبيعي للمنشأة وتخامدها (نوع الجملة الانشائية)، فضلاً على إمكانية تشكل ظاهرة "الطنين - Resonance" التي ينجم عنها تضخم في الاستجابة (دمار كبير في المباني لحالة زلزال مدينة مكسيكو عام 1985م، بالرغم من صغر التسارعات وبعد بؤرة الزلزال عن المدينة 365 كلم).

في هذه المقالة سيتم عرض ومناقشة وتقييم استجابة مجموعة من المنشآت على المستوى العالمي (التي خضعت لزلازل مهمة)، وكذلك استجابة المباني على امتداد جغرافية اللاذقية لزلزال 6 شباط 2023م، وبيان أسباب الأضرار الحاصلة (انهيار كامل أو تضررات جزئية)، بهدف الوصول إلى جملة من النتائج والتوصيات التي ستساهم في تحسين أداء المباني والمنشآت لمقاومة الزلازل القادمة.